JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

التجربة و التجريب - مجزوءة المعرفة .


التجربة و التجريب - مجزوءة المعرفة

 


 

 يمكن زيارة الفديو لفهم المواقف عن كثف أو قراءة ما أسفله من أجل التوسع في الأفكار الخاصة بهذا المحور (التجربة و التجريب - مجزوءة المعرفة)




مطلب الفهم (تأطير اشكالي)

يتداخل غالبًا مفهوم التجربة مع مفهوم التجريب، حيث يقوم بعض الباحثين بتقييمهما بشكل متبادل، مما يجعلهما يبدوان كمفهوم واحد. ويبدو أن الباحثين غالبًا يُعدّلون هذا المفهوم ليتناسب مع الآخر بطريقة واضحة. لكن الحقيقة أن هناك فروقاً أساسية بين التجربة والتجريب تستحق التوضيح. فالتجريب يلخص الخطوات التي يتبعها المنهج التجريبي وتشمل الملاحظة، الفرضية، التجربة، والقانون. وبالتالي، يربط بين ما هو واقعي وما هو فكري. بينما التجربة هي جزء من خطوات المنهج التجريبي، حيث تمثل الإجراءات المخبرية التي تهدف إلى التحقق من الفرضية. السؤال الأساسي هنا هو: 

ما هي شروط بلوغ الحقيقة العلمية؟ هل التجربة كوسيلة للاختبار تفترض الواقع كمعطى جاهز يجب وصفه كما هو؟ أم ينبغي للتجربة أن تنفتح على العالم الافتراضي والخيالي لفهم الظواهر؟ وما معنى التمايز بين التجربة والتجريب؟ ما هي طبيعة المنهج التجريبي؟ وما هي الخطوات الرئيسية فيه؟ وإلى أي مدى يمكن اعتبار التجربة أساسًا لبناء المعرفة العلمية؟

موقف كلود برنار (1878 - 1813)

 يُشير إلى أن النظرية العلمية تستند بشكل أساسي على التجربة العلمية، وهي المعيار الوحيد لصحتها.

وفقًا لبرنار، يتطلب بناء النظرية العلمية بدايةً ملاحظة دقيقة ودقيقة للظواهر المدروسة، بطريقة تكون موضوعية تمامًا، حيث يُماثل العالم في ذلك آلة تصوير. هذه الملاحظة تفضي إلى تكوين فكرة، والتي تُعتبر مؤقتًا حلاً لتفسير الظاهرة. تحتاج هذه الافتراضات إلى اختبار متتابع لصحتها، وكلما تحققت فكرة معينة من خلال هذه التجارب، كلما تحولت إلى نظرية علمية جديدة. ومن هذا المنطلق، تُعتبر التجربة هي الأساس لبناء النظرية العلمية ومقياس صحتها.

موقف روني طوم (1923 - 2002)

 يشدد على دور العقل والخيال في بناء النظرية العلمية.

طوم يبرز أهمية الخيال في تشكيل المنهج التجريبي، حيث يرى أن التجربة وحدها غير قادرة على تفسير الظواهر الطبيعية واكتشاف أسبابها المحددة. بالنسبة له، العلم لا يمكن أن يكون حقيقيًا إلا إذا ترافق مع التفكير والخيال. التجربة العلمية لا تقتصر فقط على الواقع الملموس، بل تمتد أيضًا إلى المجال الخيالي والافتراضي. فكثير من النظريات العلمية، سواء في الفيزياء أو الرياضيات، لم تستطع التأسيس إلا بالاعتماد على عمليات العقل في غياب معدات المختبر. وبغض النظر عن قوة التجربة وصلابتها، فإنه لا يمكن التخلي عن الخيال والتفكير.

موقف ألكسندر كويري (1892 - 1964)

 يقول إن التجربة هي استجواب منهجي للطبيعة.

يعتقد ألكسندر كويري أن الملاحظة التجريبية التقليدية لم تكن لها دور كبير في التقدم العلمي الحديث، بل ربما كانت عائقًا أمامه. عندما يتم معالجة المعرفة الواقعية بشكل نظري، يصبح ذلك علمًا، بينما تراكم المعرفة الواقعية دون معالجة نظرية لا يؤدي إلى إنتاج علم. لذا، يجب أن يُعتمد التجربة كأداة لمعالجة نظرية واستجواب نقدي منهجي للطبيعة.

خلاصة تركيبية لمحور التجربة والتجريب

بشكل عام، يمكن التفريق بين التجربة بالمعنى التقليدي، الذي يعتمد بشكل أساسي على الواقع كمصدر ودليل لتحديد النظرية العلمية الصحيحة، وبين التجربة بالمعنى الحديث، حيث يُعتبر غير كافٍ لتفسير الظواهر، بل يتطلب التفكير والتأمل. العقل يكمل الواقع، وهذا يثير الاهتمام بمكانة العقل في الحصول على المعرفة العلمية.


الاسمبريد إلكترونيرسالة