JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

المعرفة التاريخية - مجزوءة الوضع البشري


مجزوءة الوضع البشري
مفهوم التاريخ
تقديم
 يعتبر التاريخ بعدا أساسيا من أبعاد الوجود الإنساني على جميع المستويات.
·       ذاتيا : يرتبط التاريخ بهوية الشخص لأنه أساس الذاكرة الفردية والجماعية.
·       وموضوعيا: يتعلق بنمط العلاقة الموجودة بين الناس وقدرتهم على تدبير شؤونهم تدبيرا محكما يقتضي وضع استراتيجية  للتحكم في الزمن (الزمن المدرسي، الزمن المؤسساتي، الزمن الاقتصادي...).
لذلك فالتاريخ يشكل ماهية  الإنسان وكينونتها، وإذا كان التاريخ هو معرفة بالماضي الإنساني،  فإن هذا الماضي الذي انقضى وانتهى يطرح إشكالا مرتبطا بطبيعة المعرفة المنجزة حوله وإشكالا متعلقا بسيرورة التقدم التاريخي ودور الإنسان فيها.

المحور الأول : المعرفة التاريخية

طرح الإشكال

    ما التاريخ؟ هل معرفة التاريخ ممكنة أم مستحيلة؟ هل  يمكن معرفة التاريخ معرفة علمية قائمة على المنهج أم أن المعرفة التاريخية مجرد معرفة سردية وأدبية تعتمد على الخيال؟
 
1- ابن خلدون : التاريخ معرفة علمية
     يميز المؤرخ العربي ابن خلدون بين المعرفة التاريخية العامية (ظاهر التاريخ) المرتبطة بالحس المشترك؛ وهي معرفة يومية وذاتية تختلف بتعدد الذوات، إذ أنها مجرد آراء مشتركة بين الناس يتم نقلها من جيل لأخر من خلال السرد والحكي لذلك فهي معرفة مختلطة بالأوهام والظنون. وبين المعرفة التاريخية العلمية (الموضوعية) بوصفها نظرا عقليا في أحوال الذين عاشوا في الماضي، و تحليلا لأفعالهم و حوادثهم عن طريق استعمال معياري العقل و الحكمة (باطن التاريخ). تجمع  هذه المعرفة بين البناء العقلي الممنهج وبين التحقيق والتدوين، لذلك فهي معرفة رصينة بالأحداث التاريخية التي يعمل المؤرخ على تفسيرها بالرجوع إلى أسبابها الموضوعية من أجل المحافظة على خصوصية الظاهرة التاريخية.  
2- غاستون غرانجي: التاريخ ليس معرفة علمية
        يعارض الإبيستيمولوجي المعاصر جيل غاستون غرانجي  كل  G.  Granger كل التصورات التي تقول بعلمية المعرفة التاريخية ويؤكد في مقابل ذلك على أطروحة مفادها أن التاريخ ليس واحدا من العلوم الإنسانية لذلك لا يجب الخلط بينه وبين وعلم الاجتماع، وعلم النفس، والاقتصاد،...، إذ من الممكن للمؤرخ يستند في دراسته على كل هذه العلوم دون أن يكون ملزما  بصياغة معرفته إنطلاقا من تبني أطروحات أحد العلوم السالفة ، هذا الوضع حسب جيل غاستون غرانجي  يجعل من التاريخ تخصصا فريدا، لأن التاريخ (في نظره) لا يهتم بصياغة نماذج خاصة بالظواهر كما هو الشأن بالنسبة للعلوم  الأخرى، لأنه يطمح إلى  إعادة بناء الوقائع التي حدثت في الماضي،  لذلك فالتاريخ حسب غرانجي ليس علما، بل هو أحد الفنون المتأرجحة بين الرواية والعلوم الاجتماعية، فمن خلال نزوعه الجمالي يقترب التاريخ من الرواية، ومن خلاله بعده الصوري يقترب من  العلوم الاجتماعية، كما أنه لا يخضع لشروط ومبادئ المعرفة العلمية الفزيائية ما دام لا يقبل التكرار ولا يعتمد إلى منهج تجريبي واضح، وذلك ما يحوله إلى إيديولوجيا رغم بعض المطامح التي تحاول أن تنزع به نحو الموضوعية.

استنتاج

    يمكن القول أن المعرفة التاريخية تتخذ أبعادا متعددة؛ منها ما أسطوري خيالي مرتبط بالحكايات والخرافات، ومنها ما هو أدبي  سردي متعلق بالرواية ومنها  ما هو علمي يجد تجسيده في العلوم الإنسانية كالأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا واللسانيات...
الاسمبريد إلكترونيرسالة