JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الموضوعية في العلوم الإنسانية - مجزوءة المعرفة .

المحور الأول : الموضوعية في العلوم الإنسانية




طرح الإشكال:

   ما المقصود بالموضوعية في العلوم الإنسانية ؟ هل يمكن دراسة الإنسان دراسة موضوعية أم أن معرفة الظاهرة الإنسانية تبقى مسألة نسبية لا يمكن الإمساك بها؟ هل الظواهر الإنسانية تفسر تفسيرا سببيا؟ أم أن خصوصية الظاهرة الإنسانية تطرح صعوبة في التعامل معها بوصفها موضوعا للدراسة؟

   

لوسيان غولدمان : مشكلة الفهم الموضوعي في العلوم الإنسانية

  يعترف لوسيان غولدمان بأن العلوم الإنسانية قاصرة وعاجزة عن تحقيق شرط الموضوعية؛ فرغم سعيها المتواصل إلى التحرر من الفكر الفلسفي التأملي من أجل ابتكار مناهج خاصة بها تمكنها من مقاربة الظواهر الإنسانية إلا أنها ظلت بعيدة عن الوصول لدرجة الموضوعية نظرا لحضور المواقف والأحكام القبيلة للباحث أثناء دراسته لظاهرة إنسانية ما

العلوم الإنسانية

العلوم التجريبية

الظاهرة الاجتماعية (السلوك)

الظاهرة الفزيائية (المادة)

السوسيولوجيا، علم النفس،

الفزياء، الكمياء، الفزيولوجيا

الاختلاف الجذري في المواقف

بسبب حضور القيم والأحكام القبلية

إجماع واتفاق العلماء حول

قيمة العلم وطبيعته وغاياته

النقص في العلوم الإنسانية مرتبط بخصائص الباحث

 

النقص في العلوم التجريبية مرتبط بطبيعة المنهج المعتمد

 

موقف رينيه بوفريس 

      تؤكد رينيه بوفريس في كتابها  المعنون بــ"علوم الإنسان والفلسفة" على أن العلوم الإنسانية رغم نشأتها المتأخرة في القرن التاسع عشر(ق19) في شروط معرفية خاصة وفي سياق تاريخي تمثل في محاولة استلهام نموذج العلوم الفزيائية وتطبيقها على الظاهرة الإنسانية إلا أنها لم تتمكن مع ذلك من تحقيق الموضوعية نظرا لطبيعة الظاهرة الإنسانية التي لا يمكن للمرء أن يتعامل معها بحياد ما دامت جزء من المجتمع الذي ينتمي إليه، إذ أن أقصى ما يمكن للمرء القيام به في هذه الحالة هو بناء تصورات نسبية قد تكون صائبة وقد تكون خاطئة .

 

خلاصة تركيبية:

بناءً على المقدمة السابقة، يُمكن القول إن المعرفة العلمية للإنسان قد شكّلت مكسبًا حضاريًا، حيث ساعدت البشرية على فهم أبعاد وجودها الاجتماعية والنفسية والتاريخية، وعلى بناء علاقاتها مع الذات والآخرين والعالم. لعبت المعرفة دورًا أساسيًا في تحرير الإنسان وتحريره من بعض الأوهام وتغيير المألوف والخروج عن المألوف. 

ومع تبني نموذج العلوم التجريبية، ظهرت تساؤلات حول إمكانية استيعاب الإنسان داخل نظرية علمية فعّالة. هل معرفة الإنسان بذاته وبالآخرين قد تجاوزت مجرد القياس والتنبؤ؟ هل يُمكن اعتبار النسيان أو التجاهل للعوامل الإنسانية بوجه عام مبررًا كافيًا لرفض العلم التجريبي ومناهجه؟ هل ينبغي لنا الاحتفاظ بشكوك حوله أم ينبغي أن نطالب به بسبب قدرته على الفهم والتفسير؟ 

يواجه مجتمعنا اليوم حاجة ماسة إلى فهم ذاته علميًا وموضوعيًا أكثر من أي وقت مضى. ولكن هل تعترض عوائق ثقافية وإيديولوجية هذه الحاجة الملحة؟ ما هي مكانة العلوم الإنسانية في ثقافتنا؟ وأين تتجلى هذه العلوم في الحياة اليومية؟ هل يمكننا استخلاص معرفة علمية حول بنية مجتمعنا المغربي؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة