JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الحقيقة و الرأي - مجزوءة المعرفة .

الحقيقة و الرأي - مجزوءة المعرفة . 








موقف رينيه ديكارت (1596 - 1650)

 يؤكد أن الحقيقة بالنسبة له تكون في العقل، وأن التجربة الحسية هي فقط وسيلة للوصول إليها من خلال التجريد والتعميم والتفكير العقلي. ومن هنا، يعتبر ديكارت أنه من الممكن حيلولة دون الوصول إلى الحقيقة المعقولة عبر الاعتماد فقط على الحواس، مما يجعل من الضروري تجاوز التجربة الحسية لتحقيق الحقيقة من خلال العقل وحده. يقوم ديكارت على فكرة أن الشك هو المدخل إلى الحقيقة، حيث يشك في المعرفة الحسية وفي أي معرفة تمت بالتوريث دون تأسيسها بالعقل. ومنذ أن الغاية هي الوصول إلى الحقيقة، فإنه يتطلب منا أن نشك في كل شيء ونعتمد العقل كأداة لتحقيق اليقين. ونظرًا لأن العقل قابل للخطأ، فإنه يتعين علينا الالتزام بمنهج يحمي العقل من الخطأ ويقوده نحو اليقين، مما يجعل الحقيقة ليست مجرد معرفة جاهزة، بل هي نتاج بناء عقلي منهجي.

موقف غاستون باشلار (1884 - 1962)

 يؤكد أن الحقيقة تتجلى من خلال تحطيم الرأي والتشكيك فيه. يرى الأبستمولوجيا المعاصرة الحقيقة العلمية كحقيقة مشروطة ونسبية، حيث تعتبر هذه التوجهات وجود الحقيقة، ولكنها تفهم أن هذه الحقيقة قابلة للتغيير ومحدودة بالزمن والمكان، ولا يمكن تعميمها خارج السياق الذي تم اكتسابها فيه. في المجال العلمي، من الصعب التأكيد على وجود حقيقة مطلقة، ويعتبر تاريخ العلم دليلاً على نسبية الحقائق العلمية. يقول باشلار: "تاريخ العلم هو تاريخ أخطاء العقل العلمي". إذا كان التقدم العلمي يتحقق عبر تصحيح الأخطاء، فإن العلاقة مع الرأي مختلفة تمامًا، حيث يرى باشلار تناقضًا جوهريًا بين الرأي والحقيقة العلمية، وبالتالي لا يمكن الاعتماد على الرأي في بناء أي شيء، بل يجب رفضه لأنه يعترض على تقدم المعرفة العلمية.

موقف باسكال (1623 - 1662)

 يؤكد على دور القلب (أو الرأي) في تحقيق الحقيقة. يعتقد بليز باسكال أننا لا نستطيع تحقيق الحقيقة فقط بواسطة العقل، بل أيضًا بواسطة القلب، حيث يتمكن القلب من التعرف على حقائق لا يمكن للعقل استيعابها. يحتاج العقل إلى استنتاجات القلب كمبادئ أولية ليستند إليها، حيث يشعر القلب بالمكان والزمان والحركة والأعداد، ثم يأتي العقل ليبرهن عليها ويقدمها في شكل قضايا علمية. فإن فهم الأفكار والمعارف يكون نتيجة لتعاون القلب والعقل معًا، وفي كلمات باسكال: "الحقيقة لا تُدرك بواسطة العقل فقط، بل بواسطة القلب أيضًا".

موقف أفلاطون

 يركز على أن الحقيقة هي بناء عقلي يتعالى عن الحس. يعتبر أفلاطون أن عالم الأفكار هو عالم المعقولية والكمال والحقيقة المطلقة، بينما يُعتبر عالم الحواس عالم الآراء والظلال والحقائق النسبية. يؤكد أفلاطون أن الوصول إلى الحقيقة يتم عبر التأمل العقلي والتحرر من الآراء والمعتقدات الخاطئة التي تعتمد عليها الحواس. وبالتالي، فإن الحقائق التي تم تحقيقها من خلال التأمل العقلي هي الحقائق اليقينية الوحيدة، بينما الآراء والمعتقدات السائدة هي مصدر للأوهام والأخطاء.

موقف ليبنز 

يعتبر الرأي مصدرًا للمعرفة. يرى ليبنز أن الرأي، على الرغم من كونه احتمالًا، فإنه يستحق أن يُعتبر مصدرًا للمعرفة. يركز على أهمية الاحتمال في القضايا التي لا يمكن حلها بشكل منطقي، ويستشهد بالقضايا العلمية التي بدأت كأفكار محتملة غير مدعومة بالأدلة المنطقية أو التجريبية. لذلك، يعتبر ليبنز أنه يجب أن نعترف بالدور الأساسي للرأي في تطور الفكر البشري واكتساب المعرفة.

الاسمبريد إلكترونيرسالة