JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الفهم و التفسير - مجزوءة المعرفة .

المحور الثاني : الفهم و التفسير




تمهيد إشكالي :
يحيل الفهم على الإدراك الذاتي لموضوع ما من خلال تأويله عقليا و محاولة الكشف عن محدداته . بينما يعني التفسير إرجاع الظاهرة الكلية إلى عناصرها الجزئية لإبراز كيفية حدوثها : فما الفرق بين الفهم و التفسير وما العلاقة بينهما ؟ هل تتحدد وظيفة النظرية في مجال العلوم الإنسانية في الفهم أم  في التفسير ؟
1-   تصور جيل غاستون غرانجي : محدودية منهج الفهم
يرى الفيلسوف جيل غاستون غرانجي في كتابه "العقل"  بأن النظريات العلمية في مجال العلوم الإنسانية تنقسم إلى نموذجين :
نموذج الفهم الذي يعتبره نشاطا عقليا تأويليا يسعى إلى فهم الفعل الإنساني من خلال ربطه بالواقع المعيش كما هو الأمر بالنسبة لسوسيولوجيا الفهم عند ماكس فيبر ونموذج التفسير الذي يهدف إلى كشف العلاقات السببية المؤسسة لكل ظاهرة وهو النموذج الذي يمثله التيار الوضعي في العلوم الإنسانية الذي تأثر بالنموذج الفيزيائي في تعامله مع الظواهر الإنسانية .
العقل
         في دراسته للظواهر الإنسانية .
          ينقسم إلى نموذجين
التفسير ( أوغست كونت – دركهايم )                 الفهم (ماكس فيبر )
كشف العلاقات الناتجة بين الواقع و الحوادث           فهم وتأويل الأفعال الإنساني
                               منهج العالم الفيزيائي                              منهج علماء الاجتماع                      
               تفسير الظاهرة بعناصرها الجزئية                               وعلماء النفس
                               ربط الظاهرة المدروسة                      بالواقع المعيش .

2-  تصور جول مونرو : أهمية الفهم في بناء العلم و البداهة .

    إذا كان إيميل دوركهايم في كتابه قواعد المنهج الاجتماعي قد أكد على ضرورة معالجة الوقائع الاجتماعية كأشياء فإن جول مونرو يدعو على العكس من ذلك إلى الرفع من قيمة الفهم بوصفه المدخل الأساسي لتقديم معرفة واضحة بالظواهر الإنسانية نظرا لكونه يمكن من استخلاص الدلالات و المعاني انطلاقا من معايشة مجموعة من التجارب الوجودية المباشرة أن الفهم يتم بشكل مباشر ولا يحتاج لأية وسائط تفسيرية.

خلاصة المحور :  

    في الأخير واعتمادا على ما سبق يمكن القول أنه على الرغم من التطور الحاصل في مجال العلوم الإنسانية إلا أنها  لم تتمكن بعد من الحسم في طبيعة المنهج الذي يمكن اعتماده في مقاربة الوقائع الأجتماعية، بحيث ظلت الأبحاث في مجال العلوم الإنسانية موضوعا للاختلاف والتضارب؛ فهناك من ينطلق من مفهوم التفسير من خلال محاولة استلهام نموذج العلوم التجريبية في دراسة الظواهر الإنسانية(النزعة الوضعية) وهناك من يعلي من قيمة الفهم ويجعله المبدأ الخلاق في العلوم الإنسانية ويتعلق الأمر بالسوسيولوجيا الفهمية لماكس فيبر Max Weber ومنهج الفهم والبداهة بالشكل الذي أبرزه جول مونرو في كتابه "الوقائع الاجتماعية ليست أشياء".  
الاسمبريد إلكترونيرسالة