JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

نموذجية العلوم الإنسانية - مجزوءة المعرفة .

   المحور الثالث: نموذجية العلوم الإنسانية




إشكالية المحور

     هل ينبغي اعتماد نموذج العلوم التجريبية في دراسة الظواهر الإنسانية أم يجب ابتكار مناهج خاصة تتلاءم مع طبيعة الظواهر الإنسانية؟ وهل يمكن تحقيق العلمية في العلوم الإنسانية؟ هل العلمية في العلوم الإنسانية شبيهة بعلمية العلوم التجريبية أم تختلف عنها؟ هل تستند العلوم الإنسانية على منهج الفهم أم على منهج التفسير؟

1-  تصور جان لاديير : ضرورة تدشين نموذج مغاير للعلمية في العلوم الإنسانية

   يدعو جان لادريير في كتابه "دينامية الأبحاث في العلوم الإنسانية" إلى ضرورة تدشين نموذج مغاير للعلمية في العلوم الإنسانية تتلاءم مع طبيعة الظواهر المدروسة لأن تطبيق مناهج العلوم الفزيائية في دراسة الوقائع الإنسانية يؤدي إلى إقصاء الجوانب المرتبطة بالدلالات والقيم والثقافة . كما أن الاقتصار على منهج الفهم من شأنه أي ينتج نظرة اختزالية متقيدة بمنظور ذاتي لذلك يجب تأسيس نموذج للعلمية ملائم  لطبيعة الظاهرة المدروسة التي تتميز بالوعي والحرية والإرادة.

2-  إدغار موران : نموذجان للمعرفة في العلوم الإنسانية

    يميز عالم الاجتماع الفرنسي إدغار موران بين نوعين من السوسيولوجيا:
سوسيولوجيا علمية تنظر إلى الانسان كموضوع وتستعير نموذج العلوم الفزيائية من أجل تأسيس قوانين مفسرة للظواهر الإنسانية، وهي بذلك تسعى للتحرر من قيود الفلسفة وسوسيولوجيا إنشائية تلعب فيها الذات دورا خلاقا في بناء وفهم الظاهرة الاجتماعية استنادا على ما توفره الثقافة السائدة من معطيات.

 خلاصة المحور
إذا كانت العلوم الطبيعية قد استطاعت دراسة الظواهر الطبيعية بشكل دقيق وتمكنت من تأسيس قوانين تفسر الطبيعة بشكل حتمي وآلي  فإن العلوم الإنسانية لم تتمكن بعد من حسم طبيعة النموذج المعتمد في دراسة الظاهرة الإنسانية، حيث بقي المجال مفتوحا أمام نماذج متعددة للمقاربة والفهم تتراوح بين نموذج الفهم والتفسير وبين السوسيولوجيا العلمية والسوسيولوجيا الإنشائية.
الاسمبريد إلكترونيرسالة