الموضوعية في العلوم الإنسانية - مجزوءة المعرفة .
.png)
يثير لوسيان غولدمان تساؤلات حول الفهم الموضوعي للواقع في العلوم الإنسانية، مُلاحظا عدم قدرتها على التحرر من الإرث الفلسفي التأملي. يعتبر أن العلوم الإنسانية تفتقر إلى الموضوعية بسبب عدم قدرة الباحث على التخلص من مواقفه القبلية وأحكامه الغير مدركة. يعزو ذلك إلى وجود مفاهيم قبلية ومقولات غير مدركة تحول دون تحقيق فهم موضوعي.
كما يشير غولدمان إلى عوائق تحول دون تحقيق معرفة موضوعية في العلوم الإنسانية. يؤكد على أهمية الاستناد إلى بعض الحجج لتعزيز موقفه، مُبرزًا الاختلاف بين شروط العمل في العلوم الفيزيائية والكيميائية والعلوم الإنسانية.
من جهة أخرى، يوضح غولدمان أن المنهج العلمي الشائع في العلوم الإنسانية يختلف عن العلوم الطبيعية، حيث يكون هناك اختلاف في القيم والمواقف بين الطبقات المجتمعية. يعتقد أن النهج العلمي الذي يتبعه العلماء الاجتماعيين هو الأكثر مطابقة للواقع، حيث لا يمكن للباحث أن يُغوص في الشخصية بدون أن يفقد النزاهة العلمية.
على الجانب الآخر، يرى غولدمان أن الظواهر الإنسانية تعد معقدة ومتعددة الأبعاد، مما يجعل من الصعب تحقيق الموضوعية في دراستها. يشير أيضًا إلى صعوبة الانفصال بين الذات والموضوع في العلوم الإنسانية، مُشيرًا إلى أن المواقف الشخصية للباحث قد تؤثر على دراسته.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد غولدمان أن الإشكاليات التي تواجه العلوم الإنسانية تتعلق بوظيفة النظرية العلمية وكيفية مواجهتها للتحديات.