JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الحقيقة بوصفها قيمة - مجزوءة المعرفة .

المحور الثالث: الحقيقة كقيمة

طرح الإشكال

    من أين تستمد الحقيقة قيمتها؟ هل من ما هو ذاتي أم من ما هو موضوعي؟ وبعبارة أخرى هل الحقيقة غاية في ذاتها أم أنها مجرد وسيلة لتحقيق غاية؟ هل تتحدد الحقيقة أخلاقيا وروحيا أم براغماتيا ونفعيا؟

1- إيمانويل كانط : القيمة الأخلاقية للحقيقة

    يؤكد الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط على الطابع الأخلاقي للحقيقة، بوصفها قاعدة عامة ومطلقة للفعل الإنساني فهي واجب على شخص مهما كانت الظروف ومهما كانت السياقات ومهما كانت النتائج المترتبة عنها. ويتجلى ذلك من خلال قوله :" بأن الكذب على فرد هو بمثابة كذب على الإنسانية جمعاء". حيث يرى بأن الصدق لا ينبع من الأفعال الخارجية للإنسان وإنما من نيته الداخلية وبهذا المعنى يصبح الإنسان صالحا ومساهما في بناء الحضارة، وهذا التصور يتوافق بشكل كبير مع المرجعية الدينية الإسلامية خاصة في قوله تعالى :" وإن يعلم الله في أنفسكم خيرا يوتيكم خيرا".
يقول كانط : " اعمل بحيث تعامل الإنسانية في شخصك وفي شخص غيرك كغاية وليس كمجرد وسيلة".

2- وليم جيمس: القيمة النفعية للحقيقة

إن الحقيقة حسب الفلسفة البرغماتية ليست ليست كامنة في العقل أو في مطابقة الفكر للواقع ولا تتخذ طابعا أخلاقيا وروحيا. فالقضايا الصادقة حسب وليم جيمس هي القضايا المفيدة التي تنفعنا في حياتنا اليومية والتي تحقق الربح والمردودية فصدق الحقيقة رهين بقابليتها للتطبيق في الواقع الاجتماعي والثقافي والطبيعي. لذلك يمكن القول بأن قيمة الحقيقة كيفما كانت طبيعتها تتجسد في قدرتها تحقيق منافع على مستوى الحياة الإنسانية.

خلاصة المحور

بناء على ما سبق يتضح أن قيمة الحقيقة تتخذ طابعا مزدوجا:
طابع كوني: حينما ننظر إلى الحقيقة بوصفها قيمة القيم، خاصة أنها تشكل جوهر الانسان مهما اختلفت ثقافته ولغته.
طابع خصوصي: يرتبط بالقواعد الاجتماعية والدينية داخل المجتمع الواحد، وهذه القيمة متغيرة ومختلفة من بلد لآخر.
 
الاسمبريد إلكترونيرسالة