المحور الأول : وجود الغير .
طرح الإشكال .
ما الغير؟ وماذا يمثل الغير
بالنسبة للأنا ؟ هل يوجد الغير بوصفه ذاتا أم بإعتباره موضوعا ؟ وهل وجود الغير
تهديد للذات أم شرط لوجودها ؟
1-سارتر وجود الغير ضروري لوجود
الذات
يؤكد
الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر في كتابه المعنون ب " الوجود و العدم "
على أن وجود الغير ضروري لوجود الأنا . لكن هذا الوجود يتخد طابعا مزدوجا , فهو من
جهة وجود سلبي يولد الخجل و القلق و الإضطراب للأنا بوصفها موضوعا للملاحضة من طرف
الغير . ومن جهة أخرى وجود إيجابي يؤدي إلى إغناء تجارب الذات وإلى تطوير قدراتها
, على إعتبار أن الذات تعي نفسها من خلال التفاعل مع الغير الذي يمكن إعتباره
الوسيط الذي لامفر منه بين الذات من جهة و العالم الخارجي من جهة أخرى
2-جيل دولوز
: وجود الغير غير ضروري
ينتقد جيل
دولوز الفكرة التي طرحها جون بول سارتر و التي مفادها أن الغير أنا آخر أي ذات
أخرى لها نفس خصائص الأنا ( الفكر , الروح , الجسد ) , بحيث يرى أن الغير ليس ذاتا
ولا شخصا ولا موضوعا أي أنه عالم ممكن يمتلك حقيقته الخاصة في ذاته و يتحقق عبر
لغة تعطيه صورة محدد لوجوده أي تنقله من عالم الأدهان إلى عالم الأعيان ( من الفكر
إلى الواقع )
خلاصة تركيبية
إذا كانت
الفلسفة الذاتية و الوجودية تعالج إشكالية وجود الغير من خلال النضر إليه كذات
مفكرة و مستقلة عن الأنا ( الغير هو أنا آخر ) فإن فلسفة الإختلاف مع كل من جيل
دولوز و فيليكس غاتاري تقدم تصورا مغايرا لمفهوم الغير بوصفه عالما ممكنا يتحقق من
خلال اللغة التي يمكن اعتبارا بمثابة جواز المرور لإدراك حقيقة عوالم الغير
المظلمة و الممكنة التي تغدو حقيقة حينما يتكلم .